محيط كسانتن: قصة حضارة رومانية غابرة
Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: مسرح أمبيت في الحديقة التاريخية
تعد مدينة كولونيا أولبيا ترايانا في منطقة الراين السفلى مثال المناطق الجذابة التي تحفل بعبق التاريخ الروماني. المنطقة تحتوي على حديقة تاريخية تضم معالم رومانية تحكي قصص العصور الخالية وتزخر بأنشطة ثقافية متنوعة.
أصبحت أنقاض المدينة الرومانية المعروفة باسم "كولونيا أولبيا ترايانا" على مشارف مدينة كسانتن الألمانية في منطقة الراين السفلى منتزها أثريا لعدد كبير من السياح. ولو كان حاكمها قبل ألفي سنة ماركوس ساتونيوس لوكوندوس على قيد الحياة اليوم، لتعجب من مظهرها الجديد بعد إعادة ترميميها.
قلب المدينة تزينه أعمدة بيضاء وأطلال معبد دمرت عوامل التعرية الكثير من معالمه، ويقع المعبد على مقربة من أسوار رومانية قديمة ظلت صامدة على مر الأزمنة والعصور. وعلى مقربة منها تتناهى إلى سمع الزائر أصوات التصفيق المتعالي في فضاء المسرح القديم.
موقع أثري وأنشطة ترفيهية
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: صورة لإحدى الغرف الداخلية في الحديقة التاريخية
تأسست حديقة كسانتن الأثرية عام 1977 عندما أعاد مشروع بنائها الحياة إلى تلك البقعة الأثرية التي وقعت في طي النسيان. وكان القيصر ترايان أسس فوقها مستوطنة رومانية بين عامي 53 و 117 ميلادية. وكانت هذه المستوطنة آنذاك تعد أهم تجمع سكاني في المناطق الشمالية بعد كولونيا وتريا. ومنذ الانتهاء من ترميمها وافتتاح أبوابها أمام الزوار استقطبت نحو تسعة ملايين سائح حتى الآن. وقد تمتع هؤلاء بمعالمها وبالأنشطة الترفيهية التي تقام فيها. ولعل ما يسترعي اهتمام الزائر بالدرجة الأولى مراعاة مشروع الترميم لخصائص البناء الروماني بحيث يتولد لديه انطباع كما لو أنه يتصفح كتابا تاريخيا يحكي قصة المدينة وأمجاد أصحابها.
وجبات الأكل على طريقة العصور القديمة
Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: أدوات من الخزف تعود إلى عصر الرومان
تتوزع الآثار التاريخية فوق بقعة أرضية تبلغ مساحتها 73 هكتارا. وتضم إلى جانب الأطلال مرافق وأبنية عديدة، فإلى جانب المسرح القديم، يوجد بيت ضيافة خُصص للزوار الراغبين في الاستراحة والابتعاد عن روتين الحياة اليومية. وقد شُيد المبنى وفق خصائص معمارية تشبه مباني المناطق الأوروبية الجنوبية المطلة على البحر الأبيض المتوسط. ويحتوي البيت مطعم من صنف خاص تختلف وجباته عن باقي المطاعم المتداولة. وهو يقدم لزبائنه لائحة طعام بمأكولات مهيأة على غرار مطابخ العصور القديمة.
وعلى بعد مسافة قليلة من تلك البناية تشمخ جدران المدينة القديمة، التي كان يعيش خلفها في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد نحو عشرة آلاف شخص. وفي الوقت الذي تحولت فيه المنطقة إلى مقصد سياحي هام في منطقة الراين، يواصل علماء الآثار أعمال تنقيب مكثفة هناك على أمل كشف المزيد من معالم الحضارة الرومانية التي ظلت بصماتها الثقافية خالدة في مناطق شاسعة.