مكة المكرمة
بلد الهداية ومنبع الرسالة ومهبط الوحي بلد شع منه نور الإسلام ليبلغ الآفاق وليعلن هويته للناس فهويته الإسلام وفي رحابه الأمن وفي جواره الخير والبركة .. " ومن دخله كان آمناً " وقد ألهم الله عز وجل الحيوان البهيم تعظيم الحرم فإن الظبي يجتمع مع الكلب في الحرم فإذا خرجا عنه تنافرا .
وقال صلى الله عليه وسلم في حرمة مكة كما في الحديث المتفق عليه : " إن مكة حرمها الله تعالى ولم يحرمها الناس ولا يحل لامريء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص لقتال رسول الله فقولوا له إن الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لك وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب " .
وفضل زيارة البيت الحرام وحجه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في صحيحه : " من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " بل ولم يرض رب العالمين لقاصده من الثواب دون الجنة ففي السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة " وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " .
وليس على وجه الأرض بقعة يجب على كل قادر السعي إليها والطواف بالبيت الذي هو فيها غيره وليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله واستلامه وتحط الخطايا والإوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني .
وتأدية الصلوات في أوقاتها فلها شأن عظيم في الحرم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة " وهذا الحديث صريح في أن المسجد الحرام أفضل بقاع الأرض على الإطلاق ومعنى الحديث أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة